مفتي راشيا: رغم الأزمات المحدقة بهذا الوطن فلا نزال نؤكد على معالم العيد

خلال خطبة عيد الاضحى في البيرة/راشيا، سأل مفتي راشيا الأستاذ الدكتور الشيخ وفيق حجازي هل يمكن أن يوثق بدولة أجنبية لتختار لنا رئيساً للجمهورية وتكون صاحبة قرار وحلحلة؟
 

وأضاف أنه كيف يمكن بناء وطن إذا وسد الأمر لغير أهله، بل كيف يمكن أن يبنى وطن إذا كان ساسته ليسوا أصحاب قرار، وهذه الدولة تاريخها بحق العالم العربي تاريخ أسود، هل يمكن أن تكون صاحبة قرار وحلحلة لانتخاب رئيس للجمهورية ، هل أصبحت فرنسا هي المخولة انتخاب ذلك الرئيس ، وهي التي نشرت في بيئاتنا جراثيم سرطانية، لتفتيت وحدة الأمة العربية والإسلامية، ويدها ملطخة بدماء الأبرياء العرب والمسلمين كما الأفارقة ، مضيفاً "وهنا نسأل نوابنا الذين وصلوا بأصوات الشعب المكلوم بهم ، هل أنتم أصحاب قرار أم أنكم تلاميذ في مدرسة فرنسا،  تستدعون كالتلاميذ ليملى عليكم القرار ، فأين حميتكم ونخوتكم ووطنيتكم ولبنانيتكم ؟ ما هكذا كان الظن بكم لقد خيبتم الظن بكم ، فأنتم بين خيارين إما أن تكونوا أحراراً فتنتخبوا رئيس الجمهورية اللبنانية ليكون لبنانياً واليوم قبل الغد وإما أن تذهبوا دون أسف عليكم. 
 

وطالب المفتي أنه إذا ما عجز النواب عن انتخاب رئيس الجمهورية أنت تكون انتخابات رئيس الجمهورية من قبل الشعب اللبناني . 


كلام المفتي حجازي جاء خلال خطبة عيد الأضحى المبارك  حيث أم المصلين في باحة مسجد ودار افتاء راشيا في بلدة البيرة في قضاء راشيا، في لقاء جامع دعا اليه كافة المصلين في قرى القضاء بحضور لفيف من العلماء والمشايخ وأئمة وخطباء المساجد  وحشد من المؤمنين.
 

وقال المفتي حجازي :" الحمد لله الثابت وجوده، العظيم جوده، الكثير موجوده، متجه العالم ومقصوده وربه ومعبوده، فله صلاةُ عبده وركوعه وسجوده، وتسبيحه وتهليله وتحميده، واستغفاره وتكبيره وتمجيده، وحجه وعيده، وعبادته  وتوحيده  ، ونشهد أن لا إله إلا الله جعل الأعياد مواسم أفراح الطائعين ، وأيام سرور المتعبدين ، ونشهد أن سيدنا محمد إمام المتقين وسيد الأولين والآخرين اللهم صل على خير نبي أرسل من عليه خير  كتاب أنزل نبي الهدى وبحر الندى وأعظم الخلق جودا وأكرمهم يداً صل على خير من حج وعج وثج وسبحل وحمدل وهلل وضحى وعق وفداً وأهدى ونحر ،إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر.  

 

وخاطب: "أيها المسلمون إن هذا اليوم عيد يبدأ بالتكبير ويعلن الفرحة للنفير فيعيش الفرحة الكبير والصغير، إن العيد في الإسلام هو للنفس أنس وبهجة، وللقلب صفاء ونشوة، وللوجه نضارة وفرحة،  يذكر الكل بالله الأقوى من كل  قوي ،والأغنى من كل غني، والأعز من كل عزيز.
 

العيد في الإسلام جاء ليقول للأمة كلها اجمعوا أمركم ووحدوا صفكم واشحذوا هممكم وتعرضوا لنفحات ورحمات ربكم. 
 

بالأمس كان عرفة يوم المناجاة والمباهاة والنقاء والصفاء بالأمس كان يوم مؤتمر الأمة كلها لغاية واحدة هي الله رجاء رحمته ومخافة عذابه. 


أيها المسلمون إن هذا اليوم يوم فرح يوم عيد الأضحى يوم التضحية كما الأضحية يوم الفداء يوم الفرح والصفاء، إن هذا اليوم هو يوم فرح الأفراح ، لكنه لمن لا يكذب ولا ينافق، ولا يظلم ولا يستبد ،ولا يسرق ولا يغش ،ولا ينهب ولا يرتشي، ولا يأكل أموال اليتامى ظلما ،ولا يتعدى حدود الله بغيا ،ولا يرفض قوانين السماء عنادا وكفرا، فليست الأعياد في انتهاك الحرمات،  ولا في السطو على المحرمات، وإنما في إرضاء رب البريات سبحانه وتعالى. 
 

إن فرحة العيد لمن كانت يديه ممرا لعطاء الله، وكان مطواعا لأوامر الله، وكان ملبيا نداء الله ،وكان محافظا على فرائض الله، وكان متدبرا كلام الله ،وعاملا بمنهج الله ،محبا لرسول الله  صلى الله عليه وسلم بيد أنه لمن كان حافظا لله في فروضه وعهوده وحدوده، في حله وترحاله ،وحركاته وسكناته، وعسره ويسره ،وغناه وفقره.
 

أيها الأحبة، الجنة تنال بأربع استقامة ليس فيها زوغان، وجهاد لا سهوَ معه، ومراقبة لله في السر والعلن، ومحاسبة للنفس قبل أن تُحاسَبَ، والاستعداد للموت بالتأهب له. 
 

إن عيدنا يوم أن تحرر الأرض والعرض، يوم أن تحرر النفوس من الشهوات ، والقلوب من النفاق ، والصدور من البغضاء، والحقوق من الفساد والاستبداد،  لكننا مأمورون بالفرحة لله ، حيث يقول جل جلاله : قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. 
 

فلتكن أيامكم أيام فرح لا أيام ترح، أيام سعادة لا أيام شقاوة ، أيام حب وصفاء وتعاون على البر والتقوى ، أيام  وصل للأرحام وتخلق بأخلاق نبي الإسلام.   
 

أيها اللبنانيون، إننا  في يوم عيد وإنه رغم الأزمات المحدقة بهذا الوطن فلا نزال  نؤكد على معالم العيد ، لبنان يعاني أزمات متعددة قيمية وسياسية وأخلاقية.
 

وتابع "ألا ينظر ساستنا إلى هجرة أبنائنا ألا ينظرون إلى  السفارات كيف فتحت أبوابها لاستقبال خيرة شبابنا ومثقفينا ، ألم ينظروا إلى  الهجرة ومخاطرها على الوطن بأكمله، هل يراد أن يفرغ لبنان من أبنائه ليكون مكانه من ليس من أبنائه ، هل الهدف  من هذا التخاذل السياسي أن يهجر أبناؤنا، إن هذا  خيانة عظمى  للوطن وأهله، ثم كيف لساستنا أن يفرحوا ومع أهلهم يسعدوا والسجون ممتلئة بالمظلومين المكلومين الأبرياء  تحت مسمى انهم إسلاميون ،ما هذا الجرم بحق الوطن وناسه، فأطلقوا سراحهم إنهم أبرياء ، وهنالك من يجب أن يكون في السجن ويعيش خارجه حرا طليقا أهكذا العدالة وبناء الوطن .  
 
الحياة لا تقوم إلا على ركنين الأمن والرزق فإذا فقد الأمن ضاع الرزق وإذا فقد الرزق ضاق الأمن 
أيها المسلمون في هذا اللقاء المهيب الجامع ونحن إذ نهنئ المسلمين في قضاء راشيا ولبنان كما اللبنانيين بعيد الأضحى المبارك فإن دار الفتوى في راشيا حريصة على هذا القضاء الواحد الموحد بين أبنائه وأن يكون كذلك  ، ولذلك نحن ثقتنا بالله لا بالخائنين لعباده ، فلنعلق قلوبنا به تعالى عل أن يرفع عنا هذا البلاء والوباء ويجعل أيامنا كلها أيام عيد حمى الله لبنان وأهله وكل عام وانتم بخير."